اعلانات PicPac

من طرف **Admin** 11/11/2015, 21:36

اقناع وتأثير نفسي
من أكتر الاعلانات اللى بحب فكرتها هي اعلانات PicPac
الاعلان بالكامل بيستخدم تقنيه نفسة من تقنيات التنويم الضمني بتعتمد على ايحاء الموافقة الجماعيه في الكلام ..
الاعلان بيبدأ اولا بمشهد كوميدي مثلا لواحد ماشي جمب عربية ، وفجأة العربية ديه بتتحول لروبوت عملاق وبيطلب من الشخص ده انه يحمي الكون .. وفي نهاية الاعلان بييجي شخص بيقول نفس الجملة في الاعلانات الخاصة بال PicPac
“عربيات بتتحول في مصر؟ (مياكلش معانا) ، لكن بيك باك ياكل معانا اوي اوي”
الجميل ان التلات اعلانات لنفس المنتج مبنية على نفس الفكرة “معانا” ، ياكل معانا” ..
بيعتمد على قانون شيالديني التالت “القطيع” الا وهو ان الانسان بشكل طبيعي بيحب يكون وسط مجموعه مقادة ، سواء بالافكار او السلوكيات ، بيحب يقلد الناس ويحس انه منتمى لمجموعه ، وده بيحسسه بالامان طبعا انه مش لوحده بأي شكل . والأمان هو من ضمن مراحل هرم ماسلو للاحتياجات الانسانية .
اللى بيحصل ان في اعلان بيك باك ، بيبدأ يربطك بشكل لا ارادي في سلوك جماعي .. ويشدك بمشهد يضحكك علشان يضمن انك مش هتقاوم فكرته . وبعد كده يحطك جوا قال جماعي يفرضه عليك وانت بتقبل القالب من غير ماتفكر مرتين ..
يعني الاعلان بيقولك مثلا “فامباير في مصر … مياكلش معانا .. لكن بيك باك ياكل معانا اوي اوي” … انا نفسي لو سألتك دلوقتي تقدر تقاوم الجملة ديه وتقوله لا الفمباير هياكل معانا ؟ هتستغرب وتقولي لا .. مع ان الطبيعي انك لو شوفت فمباير حقيقي وجمبيه بيك باك هتطلع تجري وتسيبهم هما الاتنين . لكن لا الاعلان حطك في قالب تقبل فيه الشىء اللى انت في الطبيعي ممكن ترفضه .
التقنية ببساطة بدأت ب :
– كوميديا “ارباك وعي”
استخدام الكوميديا في الاعلانات او المناقشات بيحث الشخص انه يغير الحالة الذهنية بتاعته ويرخي وعيه ، والوعي هو الديفايس المسئول عن المقاومة .. تخيل مثلا حد انت عايز تطلب منه حاجة ولاقيته متنرفز ومتعصب ، “في قمه وعيه” ، هتطلب منه اللى انت عايزه ولا هتضحكه الاول علشان بالبلدي “تخرجه من المود؟”
* يبقى هو ضحكك
– القطيع + الاقتراحات المركبة Herd Theory & compounded suggestion
هيبدأ يحطك في قالب الا وهو “الناس اللى هو احنا بنعمل ايه وبنحب ايه” هيبدأ يعمم وهتروح معاه وانت مش واخد بالك ولا بتفكر ولا لثانية ممكن تقاوم اقتراحه . وهيزرعلك فكرة ان احنا الشعب المصري شعب جامد موت (هتوافق) والفمباير مبياكلش معانا (هتوافق) .. ويكمل الجزء التاني من الاقتراح المركب “لكن البيك باك تاكل معانا” (بالضرورة وبمنتهى التلقائية هتوافق)
(كوميديا + اقتراحات مركبة ووضعك في قالب)
في ستاند اب كوميدي ، حضرته في المنيل ، كان مشترك فيه حوالي 10 ، كلهم بيطلعوا على المسرح بيضحكوا الناس وكلهم بلا استثناء كانوا بيبدأوا بجمله “الشعب المصري…”
– الشعب المصري أنزوح
– الشعب المصري تنك
– الشعب المصري غلبان
– الشعب المصري ….
وكل واحد فيهم كان بيقول جمله بيبدأها بالشعب المصري + صفة .. العجيب ان ممكن صفة تبقى مخالفه ومعارضة للي قبلها ومع ذلك كنا بنضحك وبنوافق .. ليه بقى ؟ لإننا الشعب المصري . الموضوع فيه “قراية باردة بس ده مش موضوعنا”
فبالتالي لما سمعت حد بيقول “الشعب المصري … ” وبيكمل ويكون ضحكني قبلها ، هبدأ مش بس اسمعله باهتمام ، دانا كمان هبدأ اقرب واوافق واصدق واساعد نفسي اني اثبت لنفسي ان كلامه صحيح ..
خاف من واحد كلامه بيبدأ ب”إحنا” .. لإنه ممكن يلم الناس كلها في جيبه .. ومنهم انت شخصيا .. بالذات لو سياسي ، اعلان (زي ماشوفنا) ، واحد ومراته حتى .
“احنا شعب مؤمن حتى وهو بيعمل الغلط”
“الشعب المصري مبيحبش الغريب اللى يتطاول عليه”
“كل الستات بتستعمل برسيل”
“الستات الواعيين اللى زينا بيحبوا يمشوا اجوازهم”
واعتذر عن الإطالة
بس انتوا عارفين
الشعب المصري رغاي
يومكم أجمل من يومي

بقلم : أ. نهاد رجب